
هزت مدينة الحديدة اليمنية سلسلة من الغارات الجوية الوحشية، اليوم الجمعة، والتي نسبتها مصادر محلية وطبية إلى إسرائيل.
وقالت وسائل إعلام يمنية إن طائرات إسرائيلية تهاجم في نفس الوقت ميناء الصليف اليمني على البحر الأحمر.
وتستمر الغارات حاليا على عدة أحياء سكنية ومواقع مدنية في المدينة الساحلية المطلة على البحر الأحمر، وسط أنباء عن وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين، بينهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى دمار واسع في البنية التحتية والممتلكات.
تفاصيل الغارات والضحايا
وأفاد شهود عيان بأن الطائرات الحربية شنت عدة موجات من الغارات المتتالية على مناطق متفرقة في الحديدة، بدءًا من الساعات الأولى من صباح اليوم.
تركزت الهجمات بشكل خاص على أحياء مكتظة بالسكان بالقرب من الميناء الحيوي للمدينة، وكذلك على بعض المنشآت المدنية التي لم يتم تحديد طبيعتها على الفور.
من ناحية أخرى نقلت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية عن مسؤول رفيع المستوى في قسم استخبارات سلاح الجو الإسرائيلي وصفه لجماعة الحوثيين في اليمن بأنهم “عدو صعب”.
وأشار المسؤول، الذي لم يتم الكشف عن هويته، إلى أن الساحة اليمنية تعتبر “معقدة للغاية” بالنسبة لإسرائيل.
“عدو صعب” وتحديات استخباراتية
وفقًا للصحيفة، جاءت تصريحات المسؤول خلال تقييم داخلي للتهديدات الإقليمية التي تواجهها إسرائيل، وقال إن العمليات العسكرية والاستخباراتية التي تنفذها إسرائيل في اليمن ضد جماعة الحوثيين أكثر تعقيدًا بكثير من تلك التي تجري في الساحة اللبنانية.
وأوضح المسؤول، في تصريحات نقلتها الصحيفة، أن “هذه ليست ‘الساحة الخلفية هنا في لبنان، حيث تحلق الطائرات وتتعرض للهجوم في غضون دقائق قليلة”.
وشدد على البعد الجغرافي الكبير الذي يفصل إسرائيل عن اليمن، مشيرًا إلى أنها “رحلة طيران لمسافة 2000 كيلومتر في عملية استخباراتية معقدة للغاية، تنطوي على الكثير من التفاصيل الفنية والقيود والعوائق”.
وشدد المسؤول الاستخباراتي على أن الحوثيين يمتلكون قدرات عسكرية متزايدة، بما في ذلك صواريخ وطائرات مسيرة بعيدة المدى، مما يشكل تحديًا استخباراتيًا وعسكريًا لإسرائيل.
العدو الصعب في الساحة اليمنية
إلى جانب وصف الحوثيين بـ”العدو الصعب”، أكد المسؤول أن التدخلات الإقليمية والدولية المتعددة في اليمن، بالإضافة إلى طبيعة الصراع المعقدة، تجعل من الصعب على إسرائيل فهم وتحليل الديناميكيات المتغيرة على الأرض.