
دخلت دينا فؤاد، الفنانة المصرية المعروفة، في نوبة بكاء على الهواء مباشرة خلال استضافتها في برنامج “آخر النهار”، حيث تحدثت بمرارة عن فقدانها لأربعة من أصدقائها المقربين من الوسط الفني، وهم: حسام شوقي، محمود كمال، فتحي إسماعيل، وتامر فتحي.

مشهد لم يكن مجرد لحظة بكاء عابرة، بل جسّد وجع الفقد المرتبط بذكريات عمر وسنوات من العمل والنجاح والدعم الإنساني والمهني.
علاقة استثنائية تحولت إلى عائلة
لم تكن كلمات دينا فؤاد مجرد سرد لوقائع، بل بدت كأنها تعبير عن حزن دفين اختلط بالامتنان.
وقالت والدموع تغالب صوتها: “كانت علاقتي بيهم من 2019 وحتى خبر الوفاة، علاقة أخوية وبعتبرهم جزء من عيلتي من كتر ما كانوا سند ومحترمين وجدعان”.
هذه العبارة الموجزة اختزلت سنوات من المواقف والتفاصيل التي لا يعرفها الجمهور، لكنها شكّلت حجر أساس في حياتها المهنية والإنسانية.
وأضافت دينا: “الموضوع مش بس كان شغل، لا.. ده كان صداقة وأخوة، وفقدت 3 من عيلتي في حادث مروع، الموضوع كان كبير والخروج منه كان صعب، وكنت حاسة في كواليس حكيم باشا إني مفتقداهم”.
ويظهر من حديثها أن مسلسل “حكيم باشا” لم يكن فقط تجربة فنية، بل تجربة عاطفية حقيقية، واجهت خلالها طيف الغياب والوحدة في قلب الزحام.
التأثر مع مرور الزمن
وفي لحظة تأمل صادقة، تحدثت دينا فؤاد عن تحول مشاعرها مع مرور السنوات، قائلة: “اكتشفت إني كل ما بكبر في السن، كل ما بقيت بتأثر بكل حاجة أكتر ما كنت وأنا صغيرة، وكل حاجة بقيت بتوجعني أكتر”.
هذه الجملة كشفت عن نضوج داخلي تمر به النجمة المصرية، يتجاوز السطح المهني إلى عمق الإحساس الإنساني.
دينا فؤاد ومسلسل “حكيم باشا” في رمضان 2025
رغم الحزن الذي خيّم على ملامحها، لم يكن ظهور دينا فؤاد في برنامج “آخر النهار” خاليًا من الحديث عن آخر أعمالها الدرامية.
حيث تألقت في رمضان 2025 من خلال مشاركتها في مسلسل “حكيم باشا”، الذي تصدر نسب المشاهدة.
وشاركها البطولة نخبة من النجوم أبرزهم: مصطفى شعبان، رياض الخولي، سهر الصايغ، محمد نجاتي، وأحمد صيام، ومن إخراج أحمد خالد أمين.
المسلسل ناقش قضايا مجتمعية معقدة ولاقى إشادات نقدية واسعة، وكان أحد أهم أدوار دينا فؤاد التي أظهرت خلالها نضجًا فنيًا ملحوظًا، وتوظيفًا عاطفيًا لتجربتها الشخصية في الأداء التمثيلي.
من مذيعة إلى نجمة درامية.. رحلة دينا فؤاد الفنية
ولدت دينا فؤاد في 25 يوليو 1987 بقرية شها في محافظة الدقهلية.
بدأت حياتها المهنية بعيدًا عن التمثيل، حيث عملت كمذيعة في قناة الحرة، قبل أن تتغير وجهتها تمامًا بعد مقابلة تاريخية مع الفنان القدير نور الشريف، والذي رأى فيها موهبة درامية لافتة.
لم تمر أيام قليلة على تلك المقابلة حتى اختارها للمشاركة في مسلسل “الدالي”، حيث جسّدت دور “هبة” ابنة “سعد الدالي”، لتدخل من خلاله قلوب الجمهور وتبدأ رحلة طويلة من النجاحات الفنية.
سر النجاح في بساطتها وصدقها
ما يميز دينا فؤاد عن غيرها من نجمات جيلها هو صدقها الواضح، سواء أمام الكاميرا أو خلفها.
لا تسعى إلى افتعال البطولة، ولا تعتمد على إثارة الجدل، بل تقدم أداءً دراميًا قائمًا على الإحساس الصادق والتفاعل الطبيعي مع الشخصيات.
هذا ما جعل منها واحدة من أبرز نجمات الدراما المصرية في السنوات الأخيرة، وحافظ على مكانتها في قلوب المشاهدين.
دينا فؤاد ووفاء نادر في الوسط الفني
المشهد الذي ظهرت فيه دينا فؤاد وهي تبكي على الهواء لم يكن مجرد رد فعل عاطفي، بل كان تعبيرًا عن وفاء نادر في زمن تغلب عليه الفردية والسباق على الأضواء.
كلماتها عن أصدقائها الراحلين كانت بمثابة تأبين علني وتقدير إنساني لشخصيات صنعت معها مشوارًا استثنائيًا خلف الكواليس.