عربات جدعون.. إسرائيل تستقطب البروتستانت الأمريكيين وتصور قواتها في غزة بجيش الرب

عربات جدعون.. إسرائيل تستقطب البروتستانت الأمريكيين وتصور قواتها في غزة بجيش الرب

عادت التسميات التوراتية لتفرض نفسها على المشهد في غزة بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي، أن قواته بدأت عملية برية واسعة في مختلف أنحاء شمال وجنوب قطاع غزة أُطلق عليها اسم ‘عربات جدعون’“.

إخلاء مناطق واسعة من غزة

وتقوم خطة عملية عربات جدعون على مبدأ “الصدمة” من خلال القصف المكثف، وتهدف هذه الاستراتيجية إلى إخلاء مناطق واسعة وتوجيه السكان الفلسطينيين نحو مناطق محددة تخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي.


إلا أن اللافت في هذه العملية هو التسمية التي أُطلقت عليها، “مركبات جدعون”. و هذا المصطلح يحمل دلالات توراتية  ، حيث يُشير إلى قصة النبي جدعون في العهد القديم، الذي قاد قوة صغيرة لتحقيق نصر حاسم.

وفي “سفر القضاة” بالتوراة، يبرز اسم جدعون كقائد مُلهم و تروي النصوص التوراتية كيف تمكن جدعون، مستنداً إلى أمر إلهي وخطة عسكرية محكمة، من قيادة قوة صغيرة قوامها 300 مقاتل فقط لتحقيق نصر على جيش المديانيين الهائل.

إضفاء طابع شرعي ديني على العمليات العسكرية الإسرائيلية

ومن خلال توظيف اسم عربات جدعون على الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة تسعى الدوائر الصهيونية إلى تقديم حربها على أنها “معركة مقدسة” تُخاض تحت مظلة ما يُعرف بـ “الاختيار الإلهي”.

ويهدف هذا الترويج إلى حشد التأييد من مختلف فئات الشعب داخل إسرائيل، بالإضافة إلى استمالة المسيحيين حول العالم، وخاصة البروتستانت الذين يشكلون قاعدة دعم واسعة في الولايات المتحدة وهؤلاء ينتظرون جيش الرب المخلص.


وتقوم فكرة جيش الرب المخلص على أساس أن هذا الجيش هو الذي سوف يمهد الأرض لنزول المسيح بعد هدم المسجد الأقصى وبناء هيكل داود على أنقاضه

ويعمل الخطاب الصهيوني الرسمي على إضفاء طابع شرعي ديني على العمليات العسكرية الإسرائيلية. ويتم ذلك من خلال تصوير الجيش الإسرائيلي على أنه “جيش الرب”، في محاولة لربط أفعاله بمفاهيم دينية مقدسة.

يُستخدم هذا التصوير الديني كأداة دعائية قوية لتبرير العمليات العسكرية وتعبئة الرأي العام. ومن خلال ربط الصراع بمفاهيم دينية مركزية، تسعى إسرائيل إلى كسب تعاطف وتأييد أوسع لسياساتها وأفعالها.

نقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن عملية “عربات جدعون” تهدف إلى تحقيق احتلال كامل لقطاع غزة. وذكرت الهيئة أن العملية من المرجح أن تستمر لعدة أشهر، وتشمل “الإخلاء الكامل لسكان قطاع غزة .


. .gidv